يُعد التعداد الدولي للقلق الأبيض (Ciconia ciconia) أحد أبرز البرامج العلمية الدورية لمراقبة الطيور على المستوى العالمي، إذ يُنظَّم كل عشر سنوات تقريبًا بهدف رصد حالة تجمعات اللقلق الأبيض (Ciconia ciconia) وتوزيعه الجغرافي ومعدلات تكاثره في مناطق انتشاره الرئيسة عبر أوروبا وشمال إفريقيا وأجزاء من آسيا.
يتم تنفيذ البرنامج تحت إشراف الاتحاد الألماني لحماية الطبيعة والتنوع الحيوي (NABU) وبالتنسيق مع المنظمة الدولية لحماية الطيور (BirdLife International) وشركائها من المنظمات الوطنية والإقليمية. ويعتمد على جمع بيانات ميدانية دقيقة من قبل العلماء والمراقبين البيئيين والمتطوعين، بهدف تحليل ديناميكيات التجمعات السكانية وتقييم تأثير التغيرات البيئية والمناخية والعمرانية على هذا النوع.
خلال عام 2024، أُجري التعداد الدولي الثامن للقلق الأبيض بمشاركة 55 دولة من مناطق الانتشار الرئيسة، من بينها ليبيا التي شاركت للمرة الأولى في هذا البرنامج الدولي، حيث أشرفت الجمعية الليبية للطيور (Libyan Society for Birds – LSB) على تنفيذ التعداد محليًا، بالتعاون مع منظمة الحياة لحماية الكائنات البرية والبحرية (Alhaya Organization for Protection of Wildlife and Marine Organisms).
ووفقًا للنتائج الأولية الصادرة مؤخرًا عن NABU، فقد تم استلام بيانات من 38 دولة حتى الآن، من بينها ليبيا وتركيا وأوكرانيا، فيما تواصل بعض الدول أعمال تحليل البيانات خلال عام 2025. وتشير المؤشرات الأولية إلى استمرار الاتجاه الإيجابي في أعداد اللقالق البيضاء مقارنة بالتعدادات السابقة، بعد أن شهدت هذه الطيور زيادة تُقدّر بنحو 40٪ منذ تعداد 1994/1995 نتيجة لتحسن الظروف البيئية واستعادة الأراضي الرطبة في مناطق التكاثر.
تُبرز مشاركة ليبيا في هذا البرنامج أهمية الدمج الفعّال للجهود الوطنية في المبادرات العلمية الدولية الخاصة برصد الطيور المهاجرة، كما تمثل خطوة علمية نوعية نحو تقييم حالة تجمعات الطيور في ليبيا ودعم استراتيجيات حماية الموائل الطبيعية والتنوع الحيوي في البلاد.