التقرير الموجز للتعداد الدولي للطيور المائية في البحر المتوسط لـ 13 دولة (2019-2023).
أصدرت الشبكة المتوسطية للطيور المائية (Mediterranean Waterbird Network – MWN)، بالتعاون مع معهد Tour du Valat والمنظمات الشريكة في 13 دولة متوسطية، من بينها ليبيا، تقريرًا موجزًا لنتائج التعداد الدولي للطيور المائية (International Waterbird Census – IWC) للفترة الممتدة من 2019 إلى 2023.
ويقدم التقرير تقييماً علمياً شاملاً لحالة الطيور المائية والأراضي الرطبة في حوض البحر الأبيض المتوسط، بالاعتماد على بيانات ميدانية جُمعت في إطار شبكة تنسيقية إقليمية تهدف إلى دعم جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز الإدارة المستدامة للنظم البيئية الرطبة في المنطقة.
جهود رصد ميدانية واسعة النطاق:
أوضح التقرير أن أكثر من 10,500 متطوع ساهموا في جمع البيانات خلال فترة الرصد، حيث تمت مراقبة 2,972 موقعاً من الأراضي الرطبة بشكل منتظم (سبع مرات على الأقل) بين عامي 2009 و2023، ما أتاح قاعدة بيانات طويلة الأمد لتحليل الاتجاهات البيئية. كما تم تسجيل 210 أنواع من الطيور المائية خلال فترة التقرير الحالية.
نتائج رئيسية: تباين في الاتجاهات وتأثيرات مناخية متزايدة:
أظهرت التحليلات العلمية تبايناً ملحوظاً في اتجاهات تجمعات الطيور المائية عبر الحوض المتوسطي، حيث لوحظ:
- تراجع مقلق في جنوب المتوسط: سجلت أنواع مهددة عالمياً، مثل البط أبيض الرأس (White-headed Duck) في الجزائر وتونس، والحذف الشتوي (Marbled Teal)، انخفاضاً مستمراً في أعدادها. ويرجّح التقرير أن هذا التراجع مرتبط بفقدان الموائل الرطبة وتدهورها، إضافة إلى التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على مناطق توزيع هذه الأنواع.
- استقرار وتحسن في شمال المتوسط: في المقابل، أظهرت بعض مناطق شمال غرب ووسط أوروبا استقراراً أو زيادة في أعداد عدد من الأنواع، ويُعزى ذلك إلى تحسن تدابير الحماية وتوفر شبكة فعالة من الأراضي الرطبة المُدارة بصورة جيدة.
مواقع ذات أهمية دولية ومعايير رامسار:
حدد التقرير 222 موقعاً من الأراضي الرطبة في الدول المشاركة تستوفي معايير الأهمية الدولية للطيور المائية (تدعم بانتظام وجود 20,000 طائر مائي أو 1% من أفراد نوع معين). غير أن التقرير أشار إلى أن نحو 50% فقط من هذه المواقع مصنفة حالياً ضمن قائمة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية، ما يبرز فجوة واضحة في الحماية القانونية وفرصة كبيرة لتعزيز شبكة المناطق المحمية في الإقليم المتوسطي.
إنفلونزا الطيور:
أفرد التقرير قسماً خاصاً للتطورات المرتبطة بفيروسات إنفلونزا الطيور عالية الإمراض (HPAIVs) منذ عام 2022، والتي تسببت في موجات نفوق غير مسبوقة للطيور، خاصة الأنواع المستعمِرة مثل البجع والنوارس. وأوصى التقرير بضرورة تعزيز برامج المراقبة الصحية للحياة البرية، وتكثيف تبادل البيانات بين الدول لرصد الأوبئة والحد من انتشارها.
دعوة إلى تعزيز التعاون الإقليمي:
اختتم التقرير بالتأكيد على أن حماية الطيور المائية في حوض المتوسط تمثل مسؤولية إقليمية مشتركة، وتتطلب:
- تعزيز التعاون بين الدول،
- تحسين جودة واستمرارية البيانات العلمية.
- تسريع برامج استعادة الأراضي الرطبة المتدهورة لمواجهة آثار التغيرات المناخية المتسارعة وضمان استدامة تجمعات الطيور المائية على المدى الطويل.
ماشاءالله بالتوفيق هدا نتائج فريق عمل متكامل للجمعية وعدد من الجمعيات المشاركة