التعداد الدولي للطيور المائية المهاجرة هو برنامج علمي دولي يهدف إلى رصد أعداد وتوزيع الطيور المائية المهاجرة خلال فصل الشتاء. يتم إجراء هذا التعداد سنويًا، حيث يسعى إلى جمع بيانات طويلة الأمد حول الأنواع المختلفة من الطيور المائية، وهو أمر بالغ الأهمية لفهم الاتجاهات السكانية والتغيرات البيئية وتحديد المناطق ذات الأهمية البيئية الكبرى للطيور.

يتم تنظيم التعداد الدولي للطيور المائية المهاجرة بشكل رئيسي من قبل المنظمة الدولية للأراضي الرطبة Wetlands International بالتعاون مع العديد من الشركاء المحليين والإقليميين، إلى جانب دعم متطوعين وعلماء بيئة من مختلف أنحاء العالم. يركز التعداد على الطيور التي تستوطن الأراضي الرطبة خلال فترة الشتاء، ويهدف إلى تحديد التغيرات في أعدادها وأماكن انتشارها، مما يساعد على توجيه جهود حماية الأراضي الرطبة والمحافظة على الأنواع.

بدأ هذا البرنامج للمرة الأولى في عام 1967، ومنذ ذلك الحين، أصبح يشكل أحد أكبر المشاريع الدولية لرصد الطيور المائية، حيث يساهم في توفير بيانات حيوية للمحافظة على التنوع البيولوجي وتطوير السياسات البيئية.

يتم إجراء التعداد الدولي للطيور المائية المهاجرة عادة خلال شهر يناير من كل عام. تُختار هذه الفترة لأنها تمثل منتصف فصل الشتاء في معظم المناطق التي تعبرها الطيور المهاجرة، حيث تكون الطيور مستقرة في مواقعها الشتوية، مما يتيح فرصة جيدة لتقدير أعدادها بدقة وتحديد أماكن تجمعها الرئيسية في الأراضي الرطبة.

بدأت مشاركة ليبيا في التعداد الدولي لطيور المائية المهاجرة عام 2005 وتحت أشراف وزارة البيئة (الهيئة العامة للبيئة سابقا) في إطار جهودها لحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة، خاصةً فيما يتعلق بالأراضي الرطبة التي تعد موطنًا مهمًا للعديد من أنواع الطيور المهاجرة. حيث تم تدريب عدد من المتخصصين والمهتمين في علم الطيور على تقنيات الرصد والتعداد، وقد أصبحت ليبيا جزءًا نشطًا من هذا البرنامج الدولي، مما ساهم في تعزيز جهود الحفاظ على الطيور المائية المهاجرة في البلاد

منذ عام 2011 وبعد تأسيس الجمعية الليبية للطيور Libyan Society For Birds (LSB) أصبحت هي الجهة المسؤولة عن هذا البرنامج في ليبيا، وقد تعاونت بعض المؤسسات والمنظمات المحلية مع الجمعية الليبية للطيور في تنفيذ هذا البرنامج، وهي: وزارة البيئة، جامعة طرابلس، منظمة الحياة لحماية الكائنات البرية والبحرية، المنظمة الليبية لصون الطبيعة، جمعية بيسيدا البيئية لحماية جزيرة وبحيرة فروة، جمعية بادو البيئية لحماية الاحياء البحرية والبرية والمركز الوطني لأبحاث امراض المناطق الحارة والعابرة للحدود.